ان لله وانا اليه راجعون

أصيب بداء ''الوباء الكبدي'' والحادثة تعيد التشنج
وفاة سجين جزائري في سجن ''شرمان'' بليبيا

توفي، ليلة السبت إلى الأحد، السجين الجزائري بوفلوس علي بن مسعود، بمؤسسة الإصلاح والتأهيل بـ''شرمان'' في ليبيا، بعدما تفاقمت حالته الصحية إثـر إصابته في الكبد. وفي السياق نفسه، كانت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية أمهلت نفسها، إلى غاية اليوم أو غدا الثلاثاء، للرد على عريضة مطالب المساجين الجزائريين في ليبيا.
أعادت حادثة وفاة سجين جزائري في إحدى المؤسسات العقابية غربي طرابلس الليبية، أجواء التشنج وسط المساجين الجزائريين في سجون ليبيا. وقد علمت ''الخبر'' من محامي المساجين، السيد كلفالي عبد المجيد، أن السجناء كانوا راسلوا سفارة الجزائر في ليبيا، يوم الثلاثاء الفارط، حول تدهور حالة السجين، لكن لا أحد تحرك، يقول المحامي على لسانهم. ويعتبر السجين بوفلوس علي بن مسعود ثامن حالة جزائرية تتوفى داخل سجون ليبيا منذ العام 2004. وينحدر بوفلوس من حي بوكرمة إسماعيل بدائرة رمضان جمال بولاية سكيكدة، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات قضى منها 19 شهرا بعد أن أدخل سجن '' شرمان''، 51 كلم غربي طرابلس.
وذكر المتحدث باسم المساجين الجزائريين في ليبيا، رمضان عبد الحليم، أمس، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، أن نقص الرعاية الصحية كانت السبب وراء تدهور حالة بوفلوس علي. ومن جهة أخرى كان يفترض أن يجدد أكثـر من 60 سجينا جزائريا في المؤسسات العقابية الليبية إضرابهم عن الطعام منذ السبت الفارط، لكن القرار أوقف في آخر لحظة بسبب زيارة مفاجئة لممثلين لمؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية التي يشرف عليها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي. ونقل مصدر يتابع الملف عن اللقاء أنه جرى يوم الخميس الفارط بناء على تهديد المساجين الجزائريين بشن إضراب آخر عن الطعام بداية من السبت الفارط، وإن كان مساجين الجزائر يدفعون باتجاه جلب اهتمام وزارة العدل الليبية وثنيها للاستجابة لعريضة المطالب، ولو لم يتحقق ذلك فإن تدخل مؤسسة القذافي قد وجد استجابة، ولكن الحادث الأخير قد ينسف بما تحقق، يقول المتحدث باسم المساجين.
وعلم من نفس المصدر أن مؤسسة القذافي العالمية أمهلت نفسها إلى غاية اليوم أو غدا الثلاثاء، للرد على عريضة المطالب، بعدما أعلمت محاوريها أن دورها لن يتعدى الوساطة مع ثقل بسيط قد يفسح المجال لتنفيذ طلباتهم، وفي حال عدم الرد، قال ممثلو المؤسسة، فإنه من حق المساجين العودة لحركتهم الاحتجاجية، ولكن ليبيا تخشى من الأسلوب الذي قد تأخذه ما دام نزلاء في سجون ليبية قد تجرأوا الأسبوع الفارط على خياطة أفواههم بالإبرة والخيط.
ويستعد المساجين، على حد تأكيد نفس المصدر، لإرسال شكوى جديدة لوزير الخارجية، مراد مدلسي، وأخرى لرئاسة الجمهورية، تتعلق بما يصفونها ممارسات تعرضوا لها، وذلك بعدما لم تتحقق شروطهم بزيارة السفير الجزائري بطرابلس، بالإضافة إلى قنصل الناحية ووزير العدل الليبي ووفد عن اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان وممثلين عن الكتلتين البرلمانيتين لحركة مجتمع السلم وحزب العمال، وما تحقق فقط هو زيارة ممثلين عن جمعية سيف الإسلام القذافي، وإعلان جمعية ''آفاق'' التي ترأسها ابنة القائد الليبي عن تعاطفها. وتقول الشكوى ''إن السلطات الجزائرية لم تحاول الاتصال بنا مثلما فعلت سفارات أخرى مع سجنائها''.
للإشارة، هناك 60 سجينا ممن شاركوا في الحركة الاحتجاجية، حيث يوجد 36 سجينا بالسجن المركزي لطرابلس وثلاثة سجناء بسجن بنغازي و18 بسجن شرمان على الحدود مع تونس و4 بسجن غريان بناحية جندوبة، حيث يوجد 17 موقوفا دون محاكمة، بينما حكم على 8 بالإعدام و5 بقطع اليد بتهم السرقة والاتجار بالمخدرات.

المصدر :الجزائر: عاطف قدادرة